وصل بنا المقام إلى بيان موجَز بشأن المحور الخدمي الذي يتبنّاه {رجال الحشد المقدس} خلال مسيرة العشق إلى كربلاء وما يتمخض عنها من أسرار وتجليّات.. فقد أكدت الهيئة المشرفة على أن معاونية الحشد الشعبي تأخذ على عاتقها سنويًا مسؤولية تقديم الدعم اللوجستي والخدمات اللازمة للزائرين والمواكب ودوائر بلدية كربلاء المقدسة من خلال توفير مئآت العجلات الكبيرة والمتوسطة ونصب مايقارب ١٠ الى ١٥ موكب خدمي ، و١٣ محطة وقود، و١٨ بين معمل ومخزن للثلج وخزانات الماء المتنقلة، إضافة الى حملات التنظيف الواسعة في ٤ محاور داخلية وبمشاركة ٣٥ عجلة خدمية وكلها تتركز في جزء كبير بدعم المواكب الحسينية وأصحاب السرادق الخدمية على طول خطّ المسير إلى كربلاء الحسين “عليه السلام”

كما تذكر الهيئة المعنية نقلًا عنها، أنّ مديرية الهندسة العسكرية تقوم بأعمال فتح الطرق وتهيئة الگراجات والساحات الخاصة لوقوف العجلات ودعم دوائر محافظة كربلاء المقدسة من خلال توفير مئآت من الآليات الكبيرة التخصصية في كافة محاور المدينة والتي تساهم في نقل الزوار، فضلًا عن الإسناد المدني التطوّعي لزيادة الدعم ومضاعفة خدمة الزوار ومواكب الخدم ايضا.

وتابعت حسب النشرة: أنّ لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية التابعة للحشد الشعبي، دور بارز في مشاركة عشرات المفارز الطبية ومايقارب ال١٠٠ عجلة إسعاف و٦ مستشفيات ميدانية معززة بكميات كبيرة من العلاجات الدوائية وشحنات من مواد الأسعافات الأولية للحالات والأمراض الطارئة المحتمل ظهورها في التجمعات البشرية المليونية، بالاضافة الى توفير عمليات التعقيم والوقاية من فيروس كورونا لاسيما في داخل خيام المواكب الحسينية، ولعلّ هذا التقرير المفصّل إنّما هو على نحو التقدير لا الحصر، وإلّا فالواقع المنجَز أجود وأوفر بشهادة العالم أجمع!!.

أما مايخصّ الدعم والخدمات الإعلامية المقدّمة، والتغطية المباشرة، فقد بيّنت الهيئة أنّ {اعلام الحشد الشعبي} يقوم بدور إعلاميّ كبير جدًا من خلال نقل رسالة وأهداف الثورة الحسينية، وعالمية الحضور والتلاحم الإنساني والتعاون الخدمي من قبل الشعب العراقي ومؤسساته الأمنية والخدمية في تلك البقعة الطاهرة، وبأسناد الفرق المدنية التطوعية النسوية منها والرجالية أثناء الحدث المليونيّ السنوي، فيتمّ توفير ٢٥- ٣٠ فريقًا إعلاميًا ميدانيًا، وفرق فنية وهندسية، مع تسخير عجلات للبث الفضائي والإذاعي مع نصب شاشات ثابتة ومتحركة لأجل تقديم الخدمات للوكالات الإعلامية والقنوات الفضائية المحلية والأجنبية لتسهيل البث والتغطية المباشرة على الصعيد العالمي والمحلي، وهناك محطة جديرة بالذكر في مدار التوجيه العقائدي، والتي أشارت لها الهيئة موضحةً، ولعلها المحطة الأكثر تماسًّا مع جموع الزحف المبارك هي “محطة التوجيه العقائدي” في {هيئة الحشد الشعبي} التي تقوم بدور كبير في التبليغ والإرشاد الديني من خلال تشكيل لجان من كلا الجنسين، تأخذ على عاتقها الرد على المسائل الفقهية عبر طلبة الحوزة المعتمدين، إضافة إلى التذكير ببطولات أبناء الحشد الشعبي وروعة الاستجابة لفتوى الجهاد الكفائي، والتعريف بالشهداء وبطولاتهم عبر إنشاء معارض لصور الشهداء وعمل مجسّمات شاخصة تحكي واقعة الطف إضافة الى تخصيص مخيمات استراحة لقراءة القرآن والصلاة وعقد شبه ندوات فكرية ثقافية وطرح الأسئلة على المختصين في تلك الاماكن وعلى طول طرق مسير الزوار للحدّ الذي لايشعر الزائر معها بتعب ولانصب ولاجوع ولاعطش!! يضاف إلى أن تشكيلات {هيئة الحشد الشعبي} تقوم أيضا بدورٍ آخر لايقلّ أهمية في الزيارة الاربعينية، وذلك من خلال تأمين وصول الزوار العرب والأجانب من كل الدول بالتنسيق مع الدوائر المختصة عبر المطارات والمساهمة في تسهيل حركتهم وتنقلاتهم وحمايتهم ووصولهم الى المدن والعتبات المقدسة لاداء مراسم الزيارة والمشاركة في المسيرة الحسينية العالمية، ولعلّ هذا التغيير المتميز الذي تشهده مسيرة الأربعين منذ الثمان سنوات الأخيرة، لاشك أنه يمتلك خارطة طريقٍ مدروسة، محدّدة المعالم، وهو أمر يُقلق الاستكبار العالمي ويقضّ مضجعهُ إن لم يحطّمه، بل ويدمّر أهدافه وخططه، بعد أن كشفَ واقع عوراته،

مبطِلًا إدعاءاته، مهزومًا في رهانه حينما راهن على عزل العراق والعودة به إلى زمن الاستبداد وخنق الحريات ومصادرة الحقوق،

حتى ارتطم بجدار فتوى الجهاد الكفائي التي خَطَّت النصر بمداد دماء الاحرار والشرفاء.

والى المحور الاخير في مقالة لاحقة باذنه تعالى.