يعد الدين مصدرًا للسعادة والصحة النفسية وهو من أفضل الحلول للمواقف الضاغطة التي تدفع بالأفراد لتقنين مواردهم في الظروف الحرجة والأزمات وفق ما يقوله بروفسور عالم النفس الأمريكي كينيث بارغمنت الذي يؤكد على أهمية الاعتقاد بالله وبالقيم الأخلاقية لرفع سقف مقاومة الفرد للضغوط حيث أن الجهاز المناعي لدى الأفراد الذين تظهر عليهم الاضطرابات النفسية بعد التعرض للضغط النفسي يكون حالة من الضعف وأن ضعف المناعة النفسية يجعل من الأفراد عاجزين عن مواجهة الصدمات والحالات النفسية غير الطبيعية كما يقول البروفسور جيمس غوتبيرغ.

كما يؤكد علماء الصحة النفسية أنه لا توجد خطة ثابتة لمواجهة الضغوط وأن أفضل خطة هي تلك التي نبادر بها من تلقاء أنفسنا، وأن عملية مواجهة الضغوط تستلزم عددًا من المقومات يأتي في مقدمتها التسامح الديني وعدم التعصب مع المعتقدات الأخرى والمرونة في التعامل مع الآخرين وموارد اجتماعية كعلاقات الفرد في بيئته المعيشية والمساندة الاجتماعية التي يتلقاها أو يقدمها وموارد مالية وأخرى جسدية وهي جهاز المناعة الذاتي ويشمل صحة الفرد الجسمانية والنفسية وطاقته وقدرته على التحمل.

إن زيارة المراقد المقدسة من وجهة نظر الزائر كما هي في حقيقتها الدينية وسيلة من وسائل التقرّب إلى الله عز وجل، حيث تعبر عن شعورٍ إيماني سامٍ، وتعبير عن المحبة الكبيرة لصاحب المرقد ونهجه وهي في جانب منها للتنفيس عن الضغوط النفسية باعتبارها انتقال من مكان لأخر قرب المكان المقصود بالزيارة أو بَعُدَ فهي تأخذ بالعموم قالب السفر والترحال للترفيه عن النفس.