هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.(1)

أبوه: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وابن عم النبي محمدصلى الله عليه وآله.(2)

أمه: سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليه السلام بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله )، لذلك يُعرف بـ “سبط رسول الله”، والسبط كلمة تُطلق على الأولاد بشكل عام، وقيل: أولاد الأولاد، وأولاد البنات، وقيل معناه الطائفة أو القطعة، فيكون معنى “سبط رسول الله” أي قطعة منه دلالة على شدة حبه له وللحسن.(3)

كنيته: كان يكنى بأبي عبد الله،وكنّاه النّاس بعد استشهاده بأبي الشُّهداء و أبي الأحرار (4)

ألقابه: لُقّب بالسبط لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: “حُسينٌ سبطٌ مِنَ الأسباطِ” (5)،والشّهيد، الطيّب، وسيد شباب أهل الجنة، والرشيد، والوفي، وأبيّ الظيم،والتابع لمرضاة الله، وأحد الكاظمين، والدال على ذات الله، والمُبارك، والبرُّ، والمُطهر.(6)
والإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ثالث الأئمة الأثنى عشر من أئمة أهل البيت عليه السلام، و خامس أصحاب الكساء، و كذلك خامس المعصومين الأربعة عشر، وأحد الأربعة الذين باهل بهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) نصارى نجران، وممن اجتمع فيه رافد النبوة والإمامة، وشرف الحسب والنسب. (7)

ولادته: المشهور هو أن ولادته كانت في الثالث من شهر شعبان من السنة الرابعة للهجرة في المدينة المنوّرة.(8)

إخوته: إنّ إخوة الحسين عليه السلام كثيرون،غير أنّ اللذين كانوا معه في كربلاء هم ستة فقط وهم: العباس بن علي عليه السلام وأشقّاؤه الثلاثة ؛ جعفر وعبد الله وعثمان أُمّهم فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابيّة المكنّاة بأمّ البنين (عليها السّلام) ثمّ محمد بن علي قيل: اسمه عبد الله عليه السلام وكان يُكنى بأبي بكر وأُمّه ليلى بنت مسعود بن خالد التميمي ثمّ العباس الأصغر وأُمّه لبابة بنت عبيدالله بن العباس وكان للحسين أخ له يُسمّى محمد الأصغر وأُمّه أمّ ولد وقد استشهد معه أيضاً،
فهؤلاء الصناديد مِنْ إخوة الحسين عليه السلام قد استشهدوا بين يديه يوم عاشوراء وكان أفضلهم وأجلهم أبوالفضل العباس عليه السلام وهو أكبر الهاشميِّين سناً يوم كربلاء ما عدا الحسين عليه السلام حيث كان عمره أربعاً وثلاثين سنة ؛ لذا اختاره الحسين عليه السلام حاملاً لرايته العظمى وعبّر عنه بكبش الكتيبة.(9)
وكان عليه السلام وسيماً جسيماً طويل القامة وجهه كفلقة قمر ؛ ومِنْ هنا كان يلقّب بقمر الهاشميِّين وهو آخر مَنْ قُتِلَ قبل الحسين عليه السلام يوم عاشوراء. وكان لقتله صدمة عنيفة في نفس الحسين عليه السلام عبّر عنها بقوله حين وقف على مصرعه: الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي وشمت بي عدوّي. وبان الانكسار في وجهه وبكى عليه.(10)
وقد أشار لمكانته العظيمة الإمام زين العابدين عليه السلام في قوله:” رَحِمَ اللهُ عمّيَ العبّاسَ فَلقد آثَرَ وأَبلَى،وَ فَدى أَخاهُ بِنفسِهِ حتّى قُطعت يَداهُ فَأَبدَلَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ بِهما جِناحَيْن ِيَطيرُ بِهما مَع المَلائكة ِفي الجنّة كما جَعَل لجعفَرِ بن أبي طالب…وإنَّ للعبّاسِ عنْدَ اللهِ تَعالى مَنزلةً يَغبطُهُ عَليها جميعُ الشُّهداءِ يومَ القِيامةِ “(11)
وما دفنه الإمام زين العابدين عليه السلام وحده بمكان مصرعه إلاّ تنويهاً بفضله وعلوّ مقامه بين بني هاشم.

زوجاته: من زوجاته شهربانو ابنة يزدجرد ملك الفرس، وليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي، الرباب بنت امرئ القيس بن عدي، أم أسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التميمية، أم جعفر وذكرت أحياناً باسم (سلافة) وهي من قبيلة قضاعة (12)

مدة إمامته وعمره الشريف: كانت مدة إمامة الإمام الحسين عليه السلام عشر سنين وعشرة أشهر إلا عشرة أيام، لأنه تولى مقاليد الإمامة من بعد أخيه الحسن المجتبى إلى حين شهادته في سنة 61 هـ قد مضى شهيداً عن عمر ناهز السابعة والخمسين سنة كما ورد عن الشيخ الصدوق في أماليه، والكليني في الكافي وهو الرأي المشهور في يوم عاشوراء من شهر محرم الحرام في معركة الطف بأمر من يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لعنة الله عليهما، بعد ملحمة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، و بعد مقتل أهل بيته و أصحابه، فسجَّلوا بذلك واحدة من أنبل ملامح الشهادة و التضحية و الفداء(13)

نقش خاتمه: أولهما ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ﴾ “سورة الطلاق:3″، وثانيهما وهو الذي سُلب منه يوم قُتل، وقد كتب عليه:”لاإلهَ إلاّ اللهُ عَدَدَ لِقاءِ اللهِ”، وقد ورد “أَنَّ مَن يَتَخَتَّمُ بِمِثْلِهِما كَانا حِرْزاً لَهُ من الشَّيْطانِ ” (14)

استعماله للطيب: كان الطيب محبّباً إليه، فكان المسك لايفارقه في حله وترحاله، كما كان بخور العود في مجلسه.(15)

نهضة الإمام الحسين عليه السلام:

لقد استطاع الإمام الحسين عليه السلام من خلال نهضته الكبرى ارسال رسالة واضحة المعالم للبشرية جمعاء بأن الحقّ هو ما يبتغيه كل انسان ذي فطرة سليمة.

بلى قدَّم الحسين عليه السلام في ملحمة الطف الخالدة نفسه و أبنائه و خاصة أصحابه قرباناً من أجل الحفاظ على الدين الإسلامي، و قابل مخططات طاغية عصره يزيد بن معاوية الذي كان يريد أخماد الدين الإسلامي، و قلب مفاهيمه و أصوله وتغييرها، فصدَّ الإمام الحسين عليه السلام هذا الخطر العظيم و أفشل تلك المُخططات الآثمة، و فدى بنفسه وأبنائه و أصحابه شرعة جده المصطفى صلى الله عليه وآله وحفظ بيضة الإسلام من التحريف والكفر والضلال.

اجتاح الإمام الحسين عليه السلام بثورته الكبرى ضد الظلم وأهله وجدان البشرية جمعاء فغدا رمزًا للنضال والبسالة تزحف إليه الجموع البشرية من كل حدب وصوب لاسيما في يوم العشرين من صفر ذكرى مرور أربعين يوما على استشهاده، ولزيارة الأربعين فضائل ومزايا قد جرى ذكرها على ألسنة أهل البيت عليهم السلام لما لهذه الزيارة من خصوصية وبركات تحيط بالزائرين الوافدين لبقعة القدس والطهارة كربلاء الحسين.

درب الامام الحسين مستمرا إلى يومنا هذا: تعد زيارة الأربعين من أحدى مصاديق الإيمان واليقين لدى المسلمين كماورد ذلك على لسان الإمام الحسن العسكري عليه السلام بأن : علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم . (16)
ولهذا يدأب المؤمنون في كل عام على احياء هذه الشعيرة لا يعيقهم في تأديتها عائق ولا يمنعهم مانع فتارة نراهم يواجهون السلطات الغاشمة وتارة اخرى يقاومون الحر والبرد ويتآزرون فيما بينهم للحفاظ على سبيل الأربعين وتهيئته لزوار المولى الحسين عليه السلام يشُد احدهم عَضُد الآخر في توفير مستلزمات اداء الزيارة وهذا التعاون والتكاتف مستمر إلى يوم بزوغ فجر الظهور لمولانا القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف
وكيف لا تستمر هذه الشعيرة المقدسة وقد أشارت بذلك عقيلة الطالبيين السيدة زينب عليها السلام حينما قالت في مجلس الطاغية يزيد: (كِدْ كَيْدَكَ وَاجْهَدْ جُهْدَكَ! فَوَ الَّذِي شَرَّفَنَا بِالْوَحْيِ وَالْكِتَابِ وَالنُّبُوَّةِ وَالِانْتِجَابِ لَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَلَا تَبْلُغُ غَايَتَنَا. وَلَا تَمْحُو ذِكْرَنَا) (17)

قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله: إِنَّ لِقَتْلِ اَلْحُسَيْنِ حَرَارَةً فِي قُلُوبِ اَلْمُؤْمِنِينَ لاَ تَبْرُدُ أَبَداً

ضريحه الشريف:  دُفن الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة وهي مدينة إسلامية مقدسة، مشهورة في التاريخ الإسلامي و كذلك قبل الإسلام بزمن بعيد.
و تقع مدينة كربلاء على بعد 105 كم إلى الجنوب الغربي من العاصمة العراقية بغداد، على حافة الصحراء في غربي الفرات.

بعض أشهر أقوال الحسين بن علي عليه السلام:
إن لم يكن لكم دين ولا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم.(18)
النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون.(19)
إنّ حوائج الناس إليكم من نِعم الله عليكم، فلا تملّوا النّعم.(20)
موتٌ في عزّ خيرٌ من حياةٍ في ذلّ.(21)
إِنّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِرًا وَ لا بَطَرًا ولا مُفْسِدًا وَلا ظالِمًا وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الاِْصْلاحِ في أُمَّةِ جَدّي، أُريدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ.(22)
مَن حاوَلَ اَمراً بِمَعصِیَةِ اللهِ کانَ اَفوَتُ لِما یَرجو واَسرَعُ لِما یَحذَرُ.(23)

المصادر:

  1. دائرة المعارف الحسينية ج1/ 157، وكشف الغمة:2/178، والمناقب 4/84
  2. دائرة المعارف الحسينية ج1/ 157، وكشف الغمة:2/178، والمناقب 4/84
  3. دائرة المعارف الحسينية ج1/ 157، وكشف الغمة:2/178، والمناقب 4/84
  4. كشف الغمة:1/551، و حياة الإمام الحسين:1/43
  5. كشف الغمة:1/551
  6. كشف الغمة:1/551، و حياة الإمام الحسين:1/43
  7. سيرة الإمام الحسين عليه السلام دراسة تحليلية:29
  8. أنساب الأشراف:3/395
  9. ينظر:حياة الإمام الحسين:3/ 277_278
  10. شبكة المعراج
  11. الأمالي:548
  12. سيرة الإمام الحسين عليه السلام دراسة تحليلية:40_41
  13. مع الركب الحسيني:4/217
  14. دلائل الإمامة:73
  15. حياة الإمام الحسين:1/42
  16. بحار الأنوار:٢٣٩/٢٨
  17. اللهوف في قتلى الطفوف :١٨١-١٨٢
  18. كشف الغمة في معرفة الأئمة، 1421 ق، ج 1، ص592
  19. تحف العقول، 1404 ق، ص 245
  20. كشف الغمة في معرفة الأئمة، 1421 ق، ج 1، ص 573
  21. المناقب، 1379، ج 4، ص 68
  22. مقتل الحسين، 1423 ق، ج 1، ص 273
  23. تحف العقول، 1404 ق، ص 248

حرم الإمام الحسين عليه السلام