قصائد الشعر العربي في أربعينيّة الإمام الحسين (ع)
القصيدة: للشيخ باقر الخفاجي الطهمازي الحلي ت: 1381ه
زُرْ قبرَ سبطِ الهاشميّ الهادي
ولَدَيْهِ حزنا وا حسيناً ناد
زر قبرَه في الأربعينَ وِثقْ بها
يومَ القيامةِ فهي خيرُ الزاد
واذرِ مدامعَ مقلتَيكَ بعندّمٍ
مستعبرا متجلببا بسواد
حتى كأنك جابرٌ لما أتى
مستقبلا للعابدِ السجاد
وافى بأضعانِ الفواطمِ زائرا
لضرائحِ الشهداءِ والأمجاد
واذكر مصيبةَ زينبٍ إذ أبصرت
قبرَ الحسينِ هَوَتْ عليه تنادي
أحسينُ تعلم ما لقينا في السبا
غُصصا مقيمٌ شجوُها بفؤادي
نشكوا إليك مسيرَنا بين العدى
ووقوفَنا في مجلس ابنِ زياد
نشكوا إليك وِثاقَنا يحبالهم
ومساقَنا قسرا لكلِّ معادي
عجبا بناتُ أميةٍ في حُجبها
وبنات أحمدَ للعيونِ بوادي
وعلى يزيدٍ أدخلونا حسَّرىً
والعلجُ أظهرَ كامنَ الأحقاد
فغدى يَسُبُّ أخا النبيِّ وصهرَه
إذ كان مُرغِمَها بيوم جهاد
أحسينُ هذا بعضُ ما شاهدتُه
رزءٌ يُصدّع شامخَ الأطواد
أحسينُ جئنا والرؤوسُ جميعُها
معْنا لندفَنا معَ الأجساد
ولد باقر بن حبيب بن صالح الطهمازي الخفاجي الحلي سنة 1312 هـ/ 1894 م في الحلة وهو من أسرة لها الزعامة والرياسة المشهورة في الحلة. نشأ باقر في مسقط رأسه ثم انتقل به ابوه إلى نواحي الديوانية – في البلدة الشنافية -وبها تمت دراسته. أصبح من الخطباء والشعراء المشهورين.له مشارکة في ثورة العشرين واكب الثورة واستنهض القبائل بقصائده الحماسية وأهازيجه الشعبية التي عرفت عنه. توفي في الشنافية سنة 1381 هـ / 1961 م ونقل جثمانه إلى النجف ودفن به. وكتب قصيدته الشهيرة (زُر قـبر سبط الهاشمي الهادي) سنة 1381هـ
القصيدة: للشيخ عبد المنعم الفرطوسي النجفي ت: 1404ه
هاهنا مولدُ العواطفِ هذا
مأتمُ الوجدِ والأسى والرثاءِ
هاهنا معرضُ الشجونِ سماءً
من شهيق ونُدبةٍ من بكاء
هاهنا مصرعُ القلوبِ حنينا
يلتقي في مصارع الشهداء
هاهنا موكبُ النبوةِ ضجَّت
منه نجوى كرائم الزهراء
حين وافى كيما يُوفّي وَداعا
شهداءَ الطفوفِ حقُّ الوفاء
وتلقّاه جابرٌ فتلقّا
ه بحزن فكان أشجى لقاء
حين نُوديَ فيه أجابرٌ هذا
بلسانِ السجادِ أشجى نداء
قال يا جابرُ هاهنا قتلونا
واستباحوا محرماتِ الدماء
وبهذا المثوى أبي ذبحوه
وهو ظامي الحشا بغير رِواء
واستباحوا الرحالَ نهبا وسلبا
حين غاروا على خيام النساء
هاهنا أيتموا الذراريَ بالقتل
وهذي مصارعُ الشهداء
لم يزل نادبا وجابرُ يبكي
مستغيثا بأدمع الخنساء
عبد المنعم حسين الفرطوسي (1916 – 19 نوفمبر 1983) فقيه مسلم وشاعر عراقي. ولد في قرية الرقاصة من أحياء المجر الكبير بمحافظة ميسان في جنوب العراق ونشأ في النجف وقرأ مقدمات العلوم على أبيه و محمد باقر الشخص وبعض الأساتذة، ثم حضر دروس البحث الخارج على عبد الهادي الشيرازي ومحسن الطباطبائي الحكيم وأبو القاسم الخوئي. كان من المؤسسين لجمعية الرابطة الأدبية في النجف في ثلاثينيات القرن العشرين. له من المؤلفات شروح وحواش ونظم الشعر وملحمة أهل البيت في 8 مجلدات. توفي في أبو ظبي ودفن في النجف.وكتب قصيدته سنة (١٤٠٤هـ)
القصيدة: للشيخ حسن بن عبد الله الجامع الخطي ت: 1326ه
هنيئا لزوار الحسينِ فقد حَظَوا
من الله بالغفرانِ والبركاتِ
كأني بهم قد أقبلوا وتسارعوا
مواكبَ كبرى غيرَ منقطعات
فمن كل قُطرٍ أقبلوا وتبادروا
بلطمٍ ونوحٍ عاليَ النغمات
لمشهدِ مولايَ الحسينِ قد اعتنوا
وفي تربه قد عفَّروا الجبهات
ولا سيما في يومِ عشرين إنه
ليومٌ عظيمٌ جدَّد الحسرات
به جاء زينُ العابدين وأهلُه
من الشام بعد السبيِ والكربات
ورأسُ حسينٍ رُدَّ بعد إهانةٍ
إلى جسمِه من بعد حملِ قناة
وزينبُ جاءت والفواطمُ خلفَها
وأدمعُها تجري على الوجنات
تنادي ألا يا نازلينَ بكربلا
دَفنتم لِمقتولٍ بغيرِ تِرات
فهل رُشَّ فوق القبرِ ماءٌ فإنه
قضى ظامئا في جنب شَطِّ فرات
فوافوا بأرض الطفِّ جابر زائرا
كئيبا حزينا دائمَ الزفرات
أقاموا العزا والحزنَ من فوق قبرِه
وفي تربِه قد أسكبوا العبرات
أبو البحر شرف الدين جعفر بن محمد بن حسن بن علي بن ناصر بن عبد الإمام الخطي البحراني العبيدي (هو شيخ حسن بن عبد الله الجامع الخطي )، نسبه إلى بني عبد القيس . ولد في قرية الخط (التوبي) في إقليم البحرين بإيالة الأحساء العثمانية، نحو سنة 980 هـ/ 1572 م ونشأ فيها. تردّد جعفر الخطي بين القطيف والبحرين مرارًا من 999 – 1010 هـ. فانخرط في النشاط العلمي والأدبي وأقام سلسلة من العلاقات السياسية والأدبية مع رموز المنطقة وعلمائها. وفي سنة 1010 هـ / 1601م هاجر إلى بلاد فارس وسكن مدينة شيراز. وهناك اجتمع بالشيخ بهاء الدين العاملي الذي أعجب به، وجرت بينهما مساجلات شعرية. ويبدو أيضًا أنه كان ينتقّل في فارس بين بلدانها، فقد كات في سنة 1016 هـ/ 1607م في أصفهان.توفي جعفر الخطي في شيراز بالدولة الصفوية سنة 1028 هـ/ 1619 م. ودفن في جامع الموسوي شاه جراغ.
كتب قصيدته سنة ( 1326هـ ).
القصيدة: للسيد حيدر الحلي
اللهُ يا حامي الشريعةْ
أتقِرُّ وهي كذا مروعهْ
مات التصبُّر بانتظا
رِك أيها المحيي الشريعه
فانهض فما أبقى التحمُّلُ
غيرَ أحشاءٍ جَزوعه
فالسيفُ إنَّ به شفاءَ
قلوبِ شيعتِك الوجيعه
فسواه منهم ليس يُنعشُ
هذه النفسَ الصريعه
كم ذا القعودُ ودينُكم
هُدمتْ قواعدُه الرفيعه
تنعى الفروعُ أصولَه
وأصولُه تنعى فروعه
فاشحذ شَبا عَضْبٍ له الأ
رواحُ مذعنةٌ مطيعه
واطلب به بدم القتيلِ
بكربلا في خيرِ شيعه
ماذا يُهيجُك إن صبرتَ
لوقعةِ الطفِ الفضيعه
أترى تَجيءُ فجيعةٌ
بامضَّ من تلك الفجيعه
حيث الحسينُ على الثرى
خيلُ العدى طحنت ضُلوعه
قتلتْه آلُ أميةٍ
ظامٍ إلى جنب الشريعه
ورضيعُه بدم الوريدِ
مخضَّبٌ فاطلُب رضيعه
وسبيةٍ باتت بأفعى
الهمِّ مهجتُها لسيعه
سُلبتْ وما سُلبت محا
ـمدُ عزِّها الغرُّ البديعه
تدعو ومَن تدعو تلك
كفاةُ دعوتِها صريعه
حُملت ودائعُكم إلى
مَن ليس يعرفُ ما الوديعه
السيد حيدر بن سليمان الحلي (28 يناير 1831 – 5 ديسمبر 1886) شاعر عراقي في القرن 19 م/13 هـ. ولد في الحلة في عائلة حسينية. مات أبوه وهو طفل فنشأ عند عمه مهدي بن داود الذي تخرج عليه في الأدب وعلى حسن الفلوجي. نبغ في الشعر الديني وله ديوان أسماه الدر اليتيم وأشهر نظمه حولياته في رثاء الحسين بن علي. له كتب منها العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل و الأشجان في مراثي خير إنسان ودمية القصر في شعراء العصر. توفي في مسقط رأسه ودفن في العتبة العلوية بالنجف
القصيدة: للشيخ عبد المنعم الفرطوسي
موكبٌ للشُجونِ تهفو عليه
عَذُباتٌ من راية سوداءِ
طالعته الأحزانُ وهي عيون
من ثنايا المدينةِ الغرّارء
حين وافى بشرٌ لها وهو ينعى
بمراثيه سيِّدَ الشهداء
قال شجوا فهزَّ مسجدَ طه
بالمآسي ورِيعَ كلُّ بناء
ليس في يثربٍ مُقامٌ كريمٌ
بعد قتل الحسينِ في كربلاء
فتعالى الصراخ في كل بيت
بنجيب يعج بالأصداء
وأتى الناسُ يُهرعون رجالا
ونساءً في ندبة وشقاء
للإمام السجادِ وهو المعزَّى
بأبيه الذبيحِ من غير ماء
لليتامى وللأرامل ثكلا
من صبايا وصبيةٍ ونساء
حيث ناحت أمُّ المصائب ناحوا
لعويلِ العقيلةِ الحوراء
ضجةٌ للشجون والوجدِ منها
ضجَّت الأرضُ والسما بالبكاء
واُقيمت مآتمٌ في بيوت
هي كانت مآتَم الأرزاء
أبُو الحَسَنِ السَّيِّدُ مُحَمَّدٌ بِنُ الحُسَيْنِ بِنُ مُوْسَى المُوسَوِيُّ الهَاشِمِيُّ القُرَشِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِالشَّرِيْفِ الرَّضِيِّ (359 هـ – 406 هـ / 969 – 1015م)، شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيبًا للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.
القصيدة: للسيد حيدر الحلي
أيُّ يومٍ بشفرةِ البيضِ فيه
عاد أنفُ الإسلام وهو جديعُ
يومَ أرسى ثقلُ النبيِّ على الحتف
وخفَّت بالراسيات صُدوع
يوم صكّت بالطف هاشمُ وجهُ الموتِ
فالموتُ من لِقاها مَروع
بسيوف في الحرب صلَّت فللشَوسِ
سجودٌ من حولِها وركوع
فأبى أنْ يعيشَ إلا عزيزا
أو تجلَّى الكفاحُ وهو صريع
قتلقى الجموعَ فردا ولكن
كلُّ عضوٍ في الرَوعِ منه جموع
زوَّج السيفَ بالنفوس ولكن
مهرُها الموتُ والخضابُ النجيع
بأبي كالئا على الطف خدرا
هو في شفرة الحسامِ منيع
قطعوا بعده عُراه ويا حبلَ
وريدِ الإسلامِ أنت القطيع
وسروا في كرائم الوحيِ أسرى
وعَداك ابنَ أمِّها التقريع
لو تراها والعيسُ جشَّمها
الحادي من السير فوقَ ما تستطيع
ووراها العَفافُ يدعو ومنه
بدم القلبِ دمعُه مشفوع
فترفَّقْ بها فما هيَ إلا
ناظرٌ دامعٌ وقلبٌ مروع
قوِّضي يا خيامَ عليا نِزارٍ
فلقد قُوِّضَ العمادُ الرفيع
واملئي العينَ يا أميةُ نوما
فحسينٌ على الصعيد صريع
للسيد الشريف الرضي
كربلا لازلتِ كرباً وبَلا
ما لقيْ عندِك آلُ المصطفى
كم على تربِك لـمّا صُرِّعوا
من دم سال ومن دمع جرى
لم يذوقوا الماءَ حتى اجتمعوا
بِحِدى السيفِ على وِرْدِ الردى
يا رسولَ اللهِ لو عاينتَهم
وهمُ ما بين قتلٍ وسِبا
من رَميضٍ يُمنَع الظلَّ ومِن
عاطشٍ يُسقى أنابيبَ القنا
ومسوقٍ عائرٍ يُسعى به
خلفَ محمولٍ على غيرِ وِطا
لرأت عيناكَ منهم منظرا
للحشى شَجوا وللعينِ قَذى
ليس هذا لرسول اللهِ يا
أمةَ الطغيانِ والبغيِ جَزا
جَزَروا جزرَ الأضاحي نسلَه
ثم ساقوا أهلَه سوقَ الإما
يا قتيلً قَوَّض الدهرُ به
عُمُدَ الدينِ وأعلامَ الهدى
قتلوه بعد علمٍ منهمُ
أنه خامسُ أصحابِ الكسا
وا صريعا عالج الموتَ بلا
شَدِّ لحيينِ ولا مدِّ ردا
غسّلوه بدم الطعنِ وما
كفَّنوه غير بوغاءِ الثرى
ميّتٌ تبكي له فاطمةٌ
وأبوها وعليٌّ ذو العلى
لو رسول الله يحيى بعده
قعد اليوم عليه للعزا
القصيدة: للسيد حيدر الحلي
بنفسي رؤوسا من لويِّ أنوفُها
عن الضيم مذ كان الزمان لَتَأنَفُ
أبت أن تَشمَّ الضيمَ حتى تقطّعت
بيوم به سمرُ القَنا تتقصف
وما نأتِ الاطوادُ في جبروتِها
فكيف غدا فيها ينوءُ مثقف
فيا ناعيا روحَ الخلائقِ فاتَّئِدْ
لقد أوشكت روحُ الخلائِقِ تتلف
وأيقن كلٌ منهم قام حشره
كأنك تنعى كلَّ حيِّ وتهتف
ويا رائدَ المعروفِ جُذب أصولُه
ويا طالبَ الإحسانِ لا متعطف
ألا قل لأبناءِ السبيلِ ألا اقنُطوا
فقد مات من يحنو عليكم ويعطف
ويالبني عدنانَ يومَ زعيمِها
غدت من دماه المشرِفِّيةُ تنطِف
فمَن مخبرُ المختارِ أن بقية الآ
لِ الفتى السجادَ بالقيد يرسُف
ومَن مبلغُ الزهراءُ أنّ بناتِها
عليها الرزايا والمصائبُ عُكَّف
تطوف بها الأعداءُ في كل بلدةٍ
فمن بلد أضحت لآخر تُقذَف
إذ رأتِ الأطفالَ شعثا وجوهُها
وألوانَها من دهشة الرزء تخطف
تعالى الأسى واستعبرت ومن العدى
حَذارا دموعُ المقلتينِ تكتكف
بنفسي النساءَ الفاطمياتِ أصبحت
من الأسر يسترئفن من ليس يرأف
لقد قطّع الأكبادَ حزنا مصابُها
وقد غادر الأحشاءَ تهفو وترجف
القصيدة: للسيد حسين الموسوي الغريفي البحراني ت1001ه
امربعُ الطفِّ ذا أمْ جانبُ الطور
حيّا الحيا منك ربعا غيرَ ممطورِ
كم فيكَ روضةُ قدسٍ اَعبقت اَرجا
كأنها جنةُ الوالدان والحور
يا كربلا حزتِ شأنا دونه زُحلٌ
وفزتِ بالسادة الغرِّ المغاوير
أيجملُ الصبرُ في آلِ النبيّ وهم
جمعٌ قضوا بين مسمومٍ ومنحور
فأيُّ عين عليهم غيرُ باكيةٍ
وأيُّ قلبٍ عليهم غير مفطور
من مُبْلِغُ المصطفى والطهرِ فاطمةٍ
أن الحسين طريح غير مقبور
من مبلغ المرتضى أن الحسينَ لُقىً
سقتْه أيدي المنايا كأسَ تكدير
وإنَّ أعظمَ شيءٍ سَوْقُ نسوتِه
أسرى يُسارُ بها من غير تسيير
وزينب ذات أشجان ومدمعُها
في الخدّ ما بين منظومٍ ومنثور
تبكي وتُظهر مما في ضمائرها
من الأسى في رثاها كلَّ مستور
تقول يا قمراً حاقَ المِحاقَ به
وشمسَ عِزٍّ عراها صرفُ تكوير
سُؤلي غياثي مُغيثي غايتب أملي
ركني عمادي عميدي عصمتي سوري
السيد حسين ابن السيد حسن الغريفي البحراني هو الفقيه الأديب الزاهد التقي العابد السيد حسين ابن السيد حسن ابن احمد بن سليمان الغريفي البحراني أفضل أهل زمانه انتهت إليه رئاسة البحرين في عصره, وكان من أعلام القرن العاشر الهجري, وربما يكون أحد تلامذة الشيخ داود بن أبي شافيز البحراني.
القصيدة: للسيد ميرزا صالح القزويني الحلي الهنداوي ت 1397ه
وقائلةٌ ماذا القعودُ وفي الحشا
تهلبُ نارٍ جمرها قد تسعّرا
فقم أنت واضربْ بالحسام وبالقنا
وقُدها أسودا واملأِ الأرضَ عَثيرا
فقلت لها والدمع منها كأنه
سحائبَ فوقَ الوجنينِ تحدّرا
فو اللهِ لا انجزتُ للصحبِ موعدي
ولا أنا جرّدت الحسامَ المذكّرا
ولا عرقتْ بي عصبةٌ هاشميةٌ
أسودٌ بيوم الرَوْعِ والخطبُ قدعوا
هم الموقِدون النارَ للحرب في الضحى
كما أوقدوها في دجى الليل للقِرى
فكم لهمُ من طعنة يَسبق القضا
مداها وكم من ضربةٍ تَقصمُ العُرى
إلى أنْ دهى ما اعقبَ الدينَ وقعُه
أسىً وجرى حكمُ القضاءِ بما جرى
تداعوا إلى ورد المنون كأنهم
بدور تغشّاها الخسوف فغيّرا
بنفسي وآبائي نفوسا قضتْ على
ظلماً ونداها مد مجراه أبحرا
بنفسي وآبائي نفوسا أبَتْ لها
جفونٌ بدار الذُلّ أنْ تَقبلَ الكرى
بنفسي رؤوسا فوق شاهقةِ القنا
تُعلى فينحطّ العلى واهلي الذرا
وأعظمُ خطبٍ لو يُصادفه الصفا
لذاب أسىً من وقعِه وتفجرا
عقائلُ آلِ اللهِ تستاقها العدا
على هُزّلٍ قد انحلتها يد السرى
ترى فوق أطراف القنا لحماتها
رؤوسا كامثال الكواكب نضّرا
وترنوا إلى أجسادها في ربى الثرى
نُبِذْنَ على رغم المكارم بالعرا
ميرزا صالح بن مهدي القزويني ولد بالحلة أوائل سنة 1257هـ/1841م، ونشأ بها فدرس بعض المقدمات فيها، ثم عزم على النجف حيث حضر على شيخ الطائفة الشيخ مرتضى الأنصاري في الفقه وأصول الفقه، وأجيز بالاجتهاد من والده الفقيه مهدي القزويني. وبعد وفاة أبيه سنة 1300/1883 تصدى للبحث والتدريس في بناية المقبرة العائدة لأسرته. تاريخ قصيدته سنة (1397 هـ)
القصيدة: للشيخ هادي كاشف العطاء ت1360ه
ربعٌ محى الحدثانِ رسَمه
أجرى عليه الدهرُ حكمَهْ
أوحشتَ يا ربعَ الهدى
ولبستَ بعد النورِ ظلمه
ولقد أشابت لُمّتي
نوبٌ تشيب كلَّ لُمّه
يوم أبيُّ الضيمِ فيه
اُبى المذلّةَ والمذمّه
وسقى الثرى بدم العدوّ
واطعم العقبانَ لحمه
وافى لعرصة كربلا
من هاشم في خير غِلْمه
أقمارِ تمٍّ أسفرت
بدجى الخطوبِ المدلهمّه
وليوثِ حربٍ صيرّت
سمرَ العوالي اللُدن أجمه
حتى إذا نزل القضا
ء واَنفذَ المقدورُ حتمه
نهبتهمُ بيضُ الضبا
وتقاسمتهم أيَّ قسمه
يا صدمةَ الدينِ التي
ما مثلُها للدين صدمه
هدّمتِ أركانَ الهدى
وثلمتِ في الإسلام ثلمه
قتل الإمامُ ابنُ الإما
مِ أخو الإمامِ أو الأئمه
ما ذاق طعمَ الماءِ حتى
صار للأسياف طُعمه
شيخ هادي كاشف العطاء ولد في النجف سنة 1290 هـ، وبها درس على والده وعلى كل من: شيخ الشريعة الأصفهاني، ومحمد طه نجف وآغا رضا الهمداني، والميرزا حسين الخليلي. ثم بدأ بحضور دروس محمد كاظم الخراساني ودروس محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ثم اقتصر على دروس اليزدي، وبعد وفاته استقل بالتدريس وانصرف إلى التأليف. تاريخ قصيدته سنة (1360 هـ)
القصيدة: للشيخ علي عوض الحلي ت1325ه
فلا عيشَ في الدنيا يروق صفاؤُه
ولم يك عذبا شربُها وطعامها
فلو أنها تصفو صَفَتْ لابنِ أحمدٍ
وما ناضلته في المنايا سهامها
أتته بنو حرب تجرُّ جموعها
مثالَ الدبى سدَّ الفضاءَ جهامها
فثار لها ابنُ المرتضى بصفيحةٍ
ذُعافُ المنايا حدُّها وسمامها
رماها أبو السجاد منهه بعزمة
يُجبّن أسادَ العرينِ اصطدامها
فاورد أولاها بكأسِ أخيرها
وخرّتْ سجودا طوعَ ماضيه هامها
نعم قد رأى أن الحياة مذلَّةٌ
وعزَّتُه في القتل يسمو مقامها
هناك قضى نفس الفداء لمن قضى
وغلّتُه لم يُطفِ منها أوامها
بكته السما والأرضُ والجنُّ كلُّها
وناحت له وحشُ الفلا وحَمامُها
فيا ثلمةً في الدينِ أعوزَ سدّها
ويا خطةً شأنُ الوجودِ احترامها
كرائمُ بيتِ الوحي أضحَت مُهانةً
ترامى بها عرضَ الفلاةِ لئاما
علي بن حسين بن علي آل عوض الأسدي الحلّي يعرف عموماً بـعلي عوض الحلي (1838 – يوليو 1907) كاتب وشاعر عراقي. ولد في الحلّة، ونشأ فيها يختلف إلى شيوخ العلم والأدب، ويغشى المجالس الأدبية. قرض الشعر وألف الكتب الأدبيّة وترجم عن الأدباء. توفي في الحلّة ودفن في النجف. من مؤلفاته الحركة والسكون وبلاغ كاذب والدفع بالتقدم والسقوط وقانون العمل وكيديّة ومحاضرة الأديب ومسامرة الحبيب. وصدر في آب 2002 كتاب بعنوان الشيخ علي عوض الحلي من تأليف جواد عبد الكاظم محسن. تاريخ قصيدته سنة (1325 هـ)
القصيدة: للسيد أحمد علي خان المشعشعي الحويزي توفي قبل سنة 1168ه
هي الطفوف فطُفْ سبعاً بمغناها
فما لبكةَ معنىً دون معناها
أرض ولكنها السبعُ الشدادُ لها
دانت وطأطأ أعلاها لأدناها
هي المباركةُ الميمونُ جانُبها
ما طورُ سيناءَ إلا طورُ سِيناها
وصفوةُ الأرضِ أصفا الخلقِ حلَّ بها
صفّاه ذوالعرشِ إكراما وصفّاها
وكيف لا وهي أرضٌ ضُمِّنَتْ جُثثا
ما كان ذا الكونُ لا واللهِ لولاها
فيها الحسينُ وفتيانٌ له بذلوا
في الله أيَّ نفوسٍ كان أزكاها
أنسى الحسينَ وسمرُ الخطَّ تشجره
إذاً فما انتفعت نفسي بذكراها
الأنسُ تبكي رزاياكَ التي عظُمت
والجنُّ تحت طباقِ الأرضِ تنعاها
رزيةٌ حلَّ في الإسلام موقُعها
تُنسى الرزايا ولكن ليس تَنساها
وكيف تنسى مصاباً قد اُصيبَ به
قلبُ الوصيِّ وقلبُ المصطفى طه
خطبٌ دهى البضعةَ الزهراء حينَ دهى
رزءٌ جرت بنجيع منه عيناها
آلُ النبيِّ على الأقتابِ عاريةً
كيما يُسَرَّ يزيدً عند رؤياها
ورأسُ أكرمِ خلقِ اللهِ يرفعه
على السنانِ سنانٌ وهو أشقاها
سيد احمد علي خان المشعشعي الحويزي، من ولاة الحويزة من أسرة محمد بن فلاح المشعشع. وهو من علماء الأسرة المذكورة وشعراءها وأدبائها إضافة إلى كونه أميرا على الحويزة له مؤلفات دينية وأدبية بينها ديوان شعره المطبوع توفي سنة 1688 ميلادية وله عقب كبير موجودون في إقليم الأهواز ويعرفون بآل الخان نسبة إلى السيد علي خان المشار إليه.
يرثي علي بن الحسين الأكبر شهيد الطف
يا نيراً فيه تـجلى ظلمـة الغسـقِ…قد غاله الخسف حتى انقضّ من أفقِ
ونبعـة للمـعالـي طاب مغرسهـا…رقت وراقت بضافي العز لا الورقِ
حـرّ الظبا والظما والشمس أظمأها…وجادها النـبل دون الـوابل الغـدقِ
يا ابن الحسين الذي ترجى شفاعـته…وشبه أحمد في خـلق وفـي خُلُـقِ
أشبهـتَ فاطمـة عمـراً وحيـدرة…شجاعـة ورسول الله فـي نطــقِ
يا خائضاً غمرات الموت حين طمى…فيض النـجيع بموج منـه مندفـقِ
لهفي عليه وحيـداً أحـدقت زمـر…الأعدا به كبيـاض العـين بالحـدقِ
نـادى علـيك سـلام الله يا أبتـا…فجاء يـعدو فألفـاه علـى رمـقِ
نادى بنيّ على الدنيا العفـا وغـدا…مكفكفـاً دمعـه الممـزوج بالعلـقِ
قد استرحت من الدنيـا وكربتهـا…وبين أهـل الشقا فرداً أبـوك بقـي
إن في الدهرِ ثلاثاً كحلت عين الوجود
وبها نحنُ فطرنا عند ميثاق العهود
كربلاء حيث طالت كل ابعاد الخلود
ولعاشوراء نهج للتصدي والصمود
ابي الضيم جلاها…لاعراف عهدناها
حسيناه. كربلاء. عاشوراء
يوم عاشوراء يوم نور الدنيا سناءا
وحسين في مداه وسع الكون ضياءا
وثرى الطف اخضرارا صار للارض سماءا
ورفعناها ثلاثا رفعة مجدوفاءا
حدودا قد سلكناها…الى الحسنى قطعناها
حسيناه. كربلاء. عاشوراء
كربلاء في صداها ترجمت نهج الحسين
وبعاشوراء يجري دمعنا من كل عين
وحسين قد تجلى كعبة للثقلين
او تسل عن كربلاء فهي اولى القبلتين
هي الاسرار معناها…الى الدنيا كشفناها
حسيناه. كربلاء. عاشوراء
ياثلاثا علمتنا خير نهج للعبادة
ان عاشوراء درب اوحدي للسعادة
واستباق كربلاء والمسافات شهادة
وعلى حب الحسين قتلنا في العز عادة
مفاهيم ورثناها…واهداف عرفناها
حسيناه. كربلاء. عاشوراء
طالما عشنا كراما وحسين في دمانا
سوف تبقى تتحدى للطواغيت خطانا
ولعاشوراء حبل شد للحق عرانا
والهدى في الطف درس من قديم العهد كانا
خطانا جل معناها…نعيش الذل لولاها
حسيناه. كربلاء. عاشوراء
وهوانا في الحسين. في جناح المجد طائر
ولعاشوراء ذكر خالد فوق المنابر
وصدى يوم الطفوف. صرخة احيت ضمائر
واعتقدنا ومضينا نحو تعظيم الشعائر
نفوسا لو فديناها…تنادي لو سالناها
حسيناه. كربلاء. عاشوراء
كربلاء اعطت دروسا لاتساويها دروس
اشرقت فيها نجوم وبدور وشموس
في سبيل الله عزت مثلما ذلت نفوس
في رماح ذابلات رفعت فيها رؤوس
هدى الاسلام ينعاها…بارواح فديناها
حسيناه. كربلاء. عاشوراء
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (33 – 61 هـ) الشهير بـعلي الأكبر، من شهداء واقعة الطف، وهو ابن الإمام الحسين عليه السلام من ليلى بنت أبي مرة. استشهد يوم عاشوراء بعد أن قاتل قتالاً شديداً، وذُكر أنه أوّل شهيد من بني هاشم، ودفن إلى جوار أبيه في حرم الإمام الحسين في كربلاء. وقد وصفه الإمام الحسين(ع) بأشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسول الله (ص).
اترك تعليق